(٢٣) إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ

لكن من تولّى منهم عن الإيمان، وكفر بالله وبرسوله.

(٢٤) فَيُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَكۡبَرَ

فيعذبه الله يوم القيامة العذاب الأعظم بأن يدخله جهنم خالدًا فيها.

(٢٥) إِنَّ إِلَيۡنَآ إِيَابَهُمۡ

إن إلينا وحدنا رجوعهم بعد موتهم.

(٢٦) ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا حِسَابَهُم

ثم إن علينا وحدنا حسابهم على أعمالهم، وليس لك ولا لأحد غيرك ذلك.

سورة الفجر

سورة مكية

مِن مَّقَاصِدِ السُّورَةِ:

بيان عاقبة الطغاة، والحكمة من الابتلاء، والتذكير بالآخرة.

التَّفْسِيرُ:

(١) وَٱلۡفَجۡرِ

أقسم الله سبحانه بالفجر.

(٢) وَلَيَالٍ عَشۡرٖ

وأقسم بالليالي العشر الأولى من ذي الحجة.

(٣) وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ

وأقسم بالزوج والفرد من الأشياء.

(٤) وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَسۡرِ

وأقسم بالليل إذا جاء، واستمرّ وأدبر وجواب هذه الأقسام: لتُجَازَوُنَّ على أعمالكم.

(٥) هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ

هل في ذلك المذكور قَسَم يقنع ذا عقل؟!

(٦) أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ

ألم تر - أيها الرسول - كيف فعل ربك بعاد قوم هود لما كذبوا رسوله؟!

(٧) إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ

قبيلة عاد المنسوبة إلى جدها إرم ذات الطول.

(٨) ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ

التي لم يخلق الله مثلها في البلاد.

(٩) وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ

وكيف فعل ربك بثمود قوم صالح، الذين شقُّوا صخور الجبال، وجعلوا منها بيوتًا بالحِجْر؟

(١٠) وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ

وكيف فعل ربك بفرعون الذي كانت له أوتاد يعذب بها الناس؟

(١١) ٱلَّذِينَ طَغَوۡاْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ

كلٌّ هؤلاء تجاوزوا الحدّ في الجَبَرُوت والظلم، كلٌّ تجاوزه في بلده.

(١٢) فَأَكۡثَرُواْ فِيهَا ٱلۡفَسَادَ

فأكثروا فيها الفساد بما نشروه من الكفر والمعاصي.

(١٣) فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ

فأذاقهم الله عذابه الشديد، واستأصلهم من الأرض.

(١٤) إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ

إن ربك - أيها الرسول - ليرصد أعمال الناس ويراقبها؛ ليجازي من أحسن بالجنة، ومن أساء بالنار.

ولما كانت الأمم التي أهلكها الله منعمًا عليها بالقوة والمنعة، بيّن أن الإنعام بذلك ليس دليلًا على رضا الله عنهم، فقال:

(١٥) فَأَمَّا ٱلۡإِنسَٰنُ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ رَبُّهُۥ فَأَكۡرَمَهُۥ وَنَعَّمَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَكۡرَمَنِ

فأما الإنسان فمِن طَبْعِه أنه إذا اختبره ربه فأكرمه، وأنعم عليه بالمال والأولاد والجاه، ظنّ أنّ ذلك لكرامة له عند الله، فيقول: ربي أكرمني لاستحقاقي لإكرامه.

(١٦) وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ فَقَدَرَ عَلَيۡهِ رِزۡقَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَهَٰنَنِ

وأما إذا اختبره فضيّق عليه رزقه، فإنه يظن أن ذلك لهوانه على ربه فيقول: ربي أهانني.

(١٧) كَلَّاۖ بَل لَّا تُكۡرِمُونَ ٱلۡيَتِيمَ

كلا، ليس الأمر كما تصور هذا الإنسان من أنّ النعم دليل على رضا الله عن عبده، وأن النقم دليل على هوان العبد عند ربه، بل الواقع أنكم لا تكرمون اليتيم مما أعطاكم الله من الرزق.

(١٨) وَلَا تَحَٰٓضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ

ولا يحثّ بعضكم بعضًا على إطعام الفقير الذي لا يجد ما يقتات به.

(١٩) وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا

وتأكلون حقوق الضعفاء من النساء واليتامى أكلًا شديدًا دون مراعاة حِلِّه.

(٢٠) وَتُحِبُّونَ ٱلۡمَالَ حُبّٗا جَمّٗا

وتحبون المال حبًّا كثيرًا، فتبخلون بإنفاقه في سبيل الله حرصًا عليه.

(٢١) كَلَّآۖ إِذَا دُكَّتِ ٱلۡأَرۡضُ دَكّٗا دَكّٗا

لا ينبغي أن يكون هذا عملكم، واذكروا إذا حُرِّكت الأرض تحريكًا شديدًا وزُلْزِلت.

(٢٢) وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا

وجاء ربك - أيها الرسول - للفصل بين عباده، وجاءت الملائكة مصطفين صفوفًا.

من فوائد الآيات:

• فضل عشر ذي الحجة على أيام السنة.
• ثبوت المجيء لله تعالى يوم القيامة وفق ما يليق به؛ من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل.
• المؤمن إذا ابتلي صبر وإن أعطي شكر.